رسالة وداع: نصّ
إبداعي رائع وجميل نشره الشاعر المكسيكي جوني ولش، عام 1999 بصحيفة
"لاروبوبليكا"، ووقعه باسم #جابرييل_غارسيا_ماركيزوالعديد من القراء
اعتقدوا أنه للأخير، بفعل جماليته وروعته، وكونه في تلك الفترة يتعالج من مرض
السّرطان.إليكم إيّاه كاملا:
لو شاء ربي
أن يهبني حياة أخرى، فسأرتدي ملابس بسيطة وأستلقي على الأرض، ليس فقط عاري الجسد
وإنما عاري الروح أيضاً.. سأبرهن للناس كم يخطئون عندما يعتقدون أنهم لن يكونوا
عشاقاً متى شاخوا، دون أن يدروا أنهم يشيخون إذا توقفوا عن العشق.
للطفـل سـوف
أعطي الأجنحة، لكنني سأدعه يتعلّم التحليق وحده .. وللكهول سأعلّمهم أن الموت لا
يأتي مع الشيخوخة بل بفعل النسيان ..
لقد تعلمت
منكم الكثير أيها البشر؛ تعلمت أن الجميع يريد العيش في قمة الجبل، غير مدركين أن
سرّ السعادة تكمن في تسلقه .. تعلّمت أن المولود الجديد حين يشد على إصبع أبيه
للمرّة الأولى فذلك يعني أنه أمسك بها إلى الأبد ..
تعلّمت أن
الإنسان يحق له أن ينظر من فوق إلى الآخر فقط حين يجب أن يساعده على الوقوف ..
تعلمت منكم أشياء كثيرة ! لكن، قلة منها ستفيدني؛ لأنها عندما ستوضب في حقيبتي
أكون أودع الحياة .. قل دائماً ما تشعر به، وافعل ما تفكّر فيه. لو كنت أعرف أنها
المرة الأخيرة التي أراكِ فيها نائمة لكنت ضممتك بشدة بين ذراعيّ ولتضرعت إلى الله
أن يجعلني حارساً لروحك .. لو كنت أعرف أنها الدقائق الأخيرة التي أراك فيها، لقلت
” أحبك” ولتجاهلت بخجل، أنك تعرفين ذلك !
هناك دوماً يوم
الغد، والحياة تمنحنا الفرصة لنفعل الأفضل، لكن لو أنني مخطئ وهذا هو يومي الأخير،
أحب أن أقول كم أحبك، وأنني لن أنساك أبداً .. لأن الغد ليس مضموناً لا للشاب ولا
للمسن ..
ربما تكون في
هذا اليوم المرة الأخيرة التي ترى فيها أولئك الذين تحبهم، فلا تنتظر أكثر؛ تصرف
اليوم لأن الغد قد لا يأتي ولا بد أن تندم على اليوم الذي لم تجد فيه الوقت من أجل
ابتسامة، أو عناق، أو قبلة، أو أنك كنت مشغولاً كي ترسل لهم أمنية أخيرة .. حافظ
بقربك على مَنْ تحب اهمس في أذنهم أنك بحاجة إليهم، أحببهم واعتني بهم، وخذ ما
يكفي من الوقت لتقول لهم عبارات مثل: أفهمك، سامحني، من فضلك، شكراً، وكل كلمات
الحب التي تعرفها ..
لن يتذكرك
أحد من أجل ما تضمر من أفكار، فاطلب من الربّ القوة والحكمة للتعبير عنها، وبرهن
لأصدقائك ولأحبائك كم هم مهمون لديك ..
للطفـل سـوف أعطي الأجنحة، لكنني سأدعه يتعلّم التحليق وحده .. وللكهول سأعلّمهم أن الموت لا يأتي مع الشيخوخة بل بفعل النسيان ..
لقد تعلمت منكم الكثير أيها البشر؛ تعلمت أن الجميع يريد العيش في قمة الجبل، غير مدركين أن سرّ السعادة تكمن في تسلقه .. تعلّمت أن المولود الجديد حين يشد على إصبع أبيه للمرّة الأولى فذلك يعني أنه أمسك بها إلى الأبد ..
تعلّمت أن الإنسان يحق له أن ينظر من فوق إلى الآخر فقط حين يجب أن يساعده على الوقوف .. تعلمت منكم أشياء كثيرة ! لكن، قلة منها ستفيدني؛ لأنها عندما ستوضب في حقيبتي أكون أودع الحياة .. قل دائماً ما تشعر به، وافعل ما تفكّر فيه. لو كنت أعرف أنها المرة الأخيرة التي أراكِ فيها نائمة لكنت ضممتك بشدة بين ذراعيّ ولتضرعت إلى الله أن يجعلني حارساً لروحك .. لو كنت أعرف أنها الدقائق الأخيرة التي أراك فيها، لقلت ” أحبك” ولتجاهلت بخجل، أنك تعرفين ذلك !
ربما تكون في هذا اليوم المرة الأخيرة التي ترى فيها أولئك الذين تحبهم، فلا تنتظر أكثر؛ تصرف اليوم لأن الغد قد لا يأتي ولا بد أن تندم على اليوم الذي لم تجد فيه الوقت من أجل ابتسامة، أو عناق، أو قبلة، أو أنك كنت مشغولاً كي ترسل لهم أمنية أخيرة .. حافظ بقربك على مَنْ تحب اهمس في أذنهم أنك بحاجة إليهم، أحببهم واعتني بهم، وخذ ما يكفي من الوقت لتقول لهم عبارات مثل: أفهمك، سامحني، من فضلك، شكراً، وكل كلمات الحب التي تعرفها ..
لن يتذكرك أحد من أجل ما تضمر من أفكار، فاطلب من الربّ القوة والحكمة للتعبير عنها، وبرهن لأصدقائك ولأحبائك كم هم مهمون لديك ..
0 التعليقات لموضوع "رسالة الوداع لجابرييل غارسيا مركيز"
الابتسامات الابتسامات